اوروبا تبحث عن مخرج إقتصادي
--------------------------------------------------------------------------------
وسط تصاعد حملة التشكيك في قدرة الاتحاد الأوروبي على رفع التحديات الاقتصادية الهيكلية التي تواجه أداء منطقة اليورو عرض رئيس المفوضية الاوروبية البرتغالي خوزيه باروزو برنامجه الاقتصادي أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل نهار الأربعاء ودعا إلى تبني انقلاب فعلي وحاسم في مواجهة إشكاليات النهوض بالاقتصاد.
وتواجه أوروبا حاليا على الرغم من صلابة عملتها في أسواق المال تحديات اقتصادية غير مسبوقة ومنافسة قوية من قبل الولايات المتحدة وعدد من الدول الآسيوية ولا يتوقع ان يسجل فيها النمو الاقتصادي مع نهاية العام الجاري اثنين في المئة أي اقل من نصف نسبة النمو المتوقعة في الولايات المتحدة وواحدا من خمسة مقارنة مع الصين.
واعترف رئيس الجهاز التنفيذي الأوروبي خوزيه باروزو أثناء عرضه لبرنامج مفصل ومبوب لخطة العمل الاقتصادي الأوروبي بمصاعب ترجمة مقترحات المفوضية على ارض الواقع ولكنه شدد على ان مبادرات محددة وعملية وسريعة التنفيذ من شأنها وحسب قوله قلب المعادلة لمصلحة الاتحاد الأوروبي.
ويجمل برنامج المفوضية والممتد الى غاية عام 2010 عنوان/ شراكة من اجل النهوض/ ويرتكز على عناصر رئيسة ثلاثة وهي الرفاهية والتضامن و الأمن ويركز اقتصاديا و بالدرجة الأولى على معاينة وتدارك التأخير المسجل أوروبيا حتى الآن في تنفيذ بنود ما يعرف باجندة لشبونة وهي الاجندة التي اتفق القادة الأوروبيون بشأنها عام 2002 وتهدف الى جعل الاتحاد الأوروبي ومع مطلع عام 2010 أول منطقة تنافسية في العالم
وقال باروزو ان الأولوية الملحة بالنسبة الى الاتحاد الأوروبي حاليا تتمثل في وضع أوروبا في اتجاه انتعاش اقتصادي مستديم عبر تكريس مناخ اجابي للأعمال والاستثمار.
و يرى الجهاز التنفيذي الأوروبي انه من الممكن حاليا وعبر مشاريع اقتصادية محددة الأهداف وفي مناخ صحي من التعامل ومع التقيد بأسس العقد المنظم لاستقرار منطقة اليورو في مجال التضخم والمديونية والعجز العام الاقتراب من الهدف المعلن في اجندة لشبونة وجعل أوروبا أول منطقة للتنافس في العالم.
ولكن رئيس وزراء هولندا السابق ويم كوك والمسؤول حاليا عن برنامج اجندة لشبونة لمح في اليوم نفسه الذي عرض فيه باروزو برنامجه الاقتصادي باستحالة تحقيق أهداف هذه الاجندة و أكد من جهته ان مصاعب أوروبا الاقتصادية تبدو اكثر خطورة مما يوحي به السياسيون الاوروبيون.
وقال كوك ان أوروبا تواجه حاليا معضلة التعامل مع عشرين مليون عاطل عن العمل في حين لا يبلغ عدد العاطلين عن العمل في مناطق أخرى من العام سوى نسبة محدودة وهامشية.
ويقول رئيس الجهاز التنفيذي الاوروبي خوزيه باروز انه توجد ضرورة ملحة لتحرير تام لقطاع الخدمات في أوروبا وتوسيع دائرة السوق الداخلية والتوجه الى مرحلة جديدة من الاندماج الاقتصادي الأوروبي.
ولكن اقتراح باروزو بتحرير شامل للخدمات جوبه هو الآخر بانتقادات لاذعة من البرلمانيين الأوروبيين والذين اعتبروه بمثابة توجيه خنجر في الظهر للسياسات الاجتماعية المعتمدة حاليا والتي تكفل حماية اجتماعية متقدمة للمواطنين حاليا.
وعرض باروزو جملة من الأفكار المحددة الأخرى للدفع بعجلة النمو ومنها تكثيف الاستثمار في مجال البحث العلمي والتقنية المتطورة وأقلمة أنظمة سوق العمل وجعلها اكثر ليونة والركون لهجرة اليد العاملة ذات الكفاية المتقدمة وتمويل برامج متكاملة للتأهيل والتدريب و إصلاح أنظمة التقاعد وتسهيل الإجراءات الإدارية وعدم عرقلة أنشطة المؤسسات بقوانين تعيق حرية التحرك داخل الفضاء الاقتصادي الأوروبي وتجنب تدخل الحكومات في النشاط الاقتصادي قدر الإمكان.
و انتقد باروزو بشدة الدعم المالي الذي تحصل عليه المؤسسات الاوروبية الكبرى من بعض الدول وتحديدا في فرنسا وألمانيا وقال ان مثل هذا الدعم يحرم مئات من المؤسسات المتوسطة والصغيرة من المنافسة الشريفة والقادرة على إنعاش سوق العمل.
وقرر باروزو الإشراف بنفسه على فريق عمل خاص داخل المفوضية الاوروبية لتحفيز الاقتصاد كما عين خمس مجموعات عمل لهذا الغرض أهمها لجنة العمل الخاصة بالقطاع الصناعي والتي تم وضعها تحت إشراف الألماني غونتر فرهيغين الرجل القوي الجديد داخل المفوضية الاوروبية.
الجمعة أكتوبر 24, 2008 8:04 am