جئت لكم بالقصيدة لنزار قبانى

مزقيها
كتبى الفارغة الجوفاء ان تسلمتيها
والعنينى والعنيها
كاذبآ كنت .. وحبى لك دعوى أدعيها
أننى أكتب للسهو .. فلا تعتقدى ما جاء منها
فأنا .. كاتبها المهووس .. لا أذكره
ما جاء فيها أقذفيها
اقذفى تلك الرسالات .. بسلة المهملات
واحذرى
أن تقعى فى الشرك المجنون بين الكلمات
فأنا نفسى لا أدرك معنى كلماتى
ذكرى تغلى
ولابد لطوفان ظنونى من قناة
أرسم الحرف
كما يمشى مريض فى سبات
فأذا سودت فى الليل تلال الصفحات
فلأن الحرف . فهذا الحرف جزء من حياتى
ولأنى رحلة سوداء فى موج الدواة
أتلفيها
وادفنى كل رسالتى بأحشاء الوقود
واحذرى أن تخطأى ..
أن تقرأى يومآ بريدى
فأنا نفسى لا أذكر ما يحوى بريدى
وكتاباتى
وأفكارى
وزعمى
ووعودى
لم تكن شيئآ . فحبى لك جزء من شرودى
فأنا أكتب كالسكران
لا أدرى أتجاهى وحدودى
أتلهى بك . بالكلمة . تمتص وريدى
فحياتى كلها
شوق الى حرف جديد
ووجود الحرف من أبسط طاقات وجودى
هل عرفت الأن ما معنى بريدى
ونجده فى موضع أخر يقول ..
أفيقى من الليلة الشاعلة
وردى عباءتك المائلة
لقد غمر الفجر نهديك ضوءآ
فعودى الى أمك الغافلة
أفيقى فأن الصباح المطل
سيفضح شهوتك السافلة
كفاك فحيحآ بصدر السرير
كما تنفخ الحية الصائلة

مرسي على القصيدة الجميله . نعم الاختيار cheers